العمارة تريد أهلها ،، و إحنا أهلها ..
شاركنا أفكارك و آراءك ..
ميسان اونلاين بيت الميسانيين

حيّاكم الله
العمارة تريد أهلها ،، و إحنا أهلها ..
شاركنا أفكارك و آراءك ..
ميسان اونلاين بيت الميسانيين

حيّاكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


forum@maysanonline.com
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أللغات المندرسة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي كاظم درجال الربيعي

علي كاظم درجال الربيعي


عدد المساهمات : 93
تاريخ التسجيل : 03/06/2011

أللغات المندرسة Empty
مُساهمةموضوع: أللغات المندرسة   أللغات المندرسة Emptyالثلاثاء يونيو 07, 2011 10:41 pm

أللغات ألمندرسة
===========
ان تعبير (لغة مندرسة ) هو اشارة الى اللغات غير المتداولة وغير المستخدمة استخداما يوميا من قبل شعب من الشعوب ، ونقص عدد الناطقين بتلك اللغة الى حد كبير .
ان عالمنا الحالي ثري بابجدياته ولغاته المختلفة باختلاف الاجناس والأعراق والقوميات، فعدد لغات العالم اليوم يبلغ (2700) لغة حية ، منها (860) لغة فاعلة ومهمة ، ومن هذه اللغات الفاعلة يوجد (424) لغة في الأمريكتين فقط ، فقبائل الهنود الحمر وحدها تتكلم حوالي (200) لغة ، اما في اسيا فتوجد (153) لغة فاعلة ، بينما الشائع بين الناس ان في الهند وحدها مئات اللغات وهذا صحيح ، لكن الاحصائيات في هذا المجال تؤكد فقط على اللغات المتداولة والمستخدمة استخداما يوميا من قبل فئة لايقل عدد افرادها عن ألفي نسمة ، ومعنى ذلك ان لغات قديمة كالتدمرية والسبئية والعمورية والادموتية والامهرية والبونية والحبشية القديمة والفينيقية والنبطية والحضرية والمندائية والبابلية ومئات اللغات الأخرى لا تقع ضمن الأحصائية المذكورة (2700) وتصنف ضمن اللغات الميتة . يذكر عالم اللغات " برنارد كمري " انه بين عامي 1490 و 1990 أنقرض حوالي نصف لغات العالم ، ولو لم تنقرض تلك اللغات لكان لدينا اليوم بين 10000 الى 15000 لغة محكية . ان اخر الدراسات تؤكد وجود حوالي (2000) لغة مهددة بالزوال معظمها في اسيا واميركا اللاتينية ، ويتوقع الباحثون انقراض 90 بالمائة من لغات العالم خلال القرن الحادي والعشرين .

ولكن ماهي الاسباب الموضوعية التي تؤدي الى انقراض اللغات ؟
-------------------------------------------------------------------------------
هنالك جملة اسباب اهمها :
================
1. الكوارث الطبيعية ، تعتبر الكوارث الطبيعية الكبرى عاملا هاما من عوامل تهديد لغات العالم او انحسارها الى حد كبير ، فمثلا ادى اعصار تسونامي الرهيب عام 2004 الى ابادة قبائل كاملة في اندونيسيا وتايلاند والهند وسريلانكا ، كانت تتخذ من سواحل البحار اماكن لتجمعاتها ، وبزوال هذه القبائل زالت لغاتهم المحلية معهم . كما ادت الزلازل المدمرة التي ضربت مدن العالم في المئة عام الاخيرة الى ضياع لغات بعض الشعوب المنكوبة وهددت لغات اخرى بالانقراض ، ذلك ان بعض اللغات لايتجاوز عدد الناطقين بها بضعة الاف او مئات من الاشخاص فقط ، وان الغالب على تلك الجماعات او القبائل او الطوائف انها تعيش ضمن تجمعات سكانية متقاربة الى بعضها ضمن حيز جغرافي واحد – مدينة او قصبة او قرية او ماشابه ذلك - وهذا يؤدي الى خطر الزوال الجمعي او الكلي في حال حدوث كارثة بيئية او طبيعية او عدوانية . ومن ابرز الكوارث التي اثّرت على الارث العالمي للغات ، هي زلزال مدينة كانتو اليابانية عام 1923 وزلزال تشيلي عام 1960 وزلزال تانغشان الصينية عام 1976 وزلزال مكسيكو ستي عام 1985 وزلزال ارمينيا الرهيب عام 1988 وزلزال مدينة غيلان الايرانية عام 1990 وزلزال الهند عام 1993 وزلزال جزيرة ساخالين الروسية عام 1995 وكوبي اليابانية 1995 ، هذا اضافة الى زلزال تركيا وبام الايرانية وهايتي وغيرها من الكوارث الكبرى . ان مثل هذه الكوارث الكبرى اضافة الى التدمير الصناعي للبيئة واستغلال الطبيعة للمد العمراني والقضاء بسببها على تجمعات الاقليات ، او ما يحصل احيانا من انتشار عام وكثيف للاوبئة في مساحة محددة ، كل ذلك يؤدي الى تفكك المجتمعات التي تحيا فيها اللغات ، والخطر الكبير هنا هو حين تكون تلك المجتمعات المتفككة هي مجتمعات الاقليات . اذن الحفاظ على لغات الاقليات يرتبط بالحفاظ على ديمومة واستمرار تلك الاقليات في مناطق وجودها ، وهذا يعني وجوب المحافظة على انماط الحياة التقليدية السليمة والحفاظ على البيئة ايضا
2. الحروب والصراعات العرقية والابادة الجماعية لفئات معينة ، تؤدي الحروب والصراعات بمختلف اشكالها الى زوال بعض الاعراق والقوميات والطوائف والفئات الصغيرة المستضعفة ، وهذا يؤدي بدوره الى موت او اندثار لغات تلك الفئآت . لقد ادت الابادة الجماعية لقبائل الهنود الحمر من قبل المستوطنين الغربيين لأميركا الشمالية الى ضياع واندثار العديد من لغات تلك القبائل البدائية . فمع اختفاء تلك الجماعات القبلية او ابادتها ، من الطبيعي ان تختفي لغاتها معها . ان قبائل الهنود الحمر العديدة التي كانت تنتشر في ارجاء الاراضي الاميركية المترامية الاطراف ، كان لديها عند حلول القرن السادس عشر حوالي 500 - 600 لغة متداولة ، لم يبق منها حتى نهاية سبعينات القرن الماضي سوى 18 عائلة لغوية كل عائلة منها تحتوي من 1- 20 لغة ، اي ان ماتبقى منها اليوم لايتجاوز 200 لغة . من جهة اخرى ادت حروب البلقان بداية القرن العشرين والحربين العالميتين والنزاع العرقي في يوغسلافيا السابقة ، الى انحسار اعداد بعض الاعراق والقوميات المتصارعة التي كانت الجانب الاضعف في تلك الحروب والنزاعات وبالتالي اضمحلال لغاتها الاصلية.
3. التكتم على اللغة الام والعمل على تغييبها اراديا ، واتخاذ لغة ثانية سائدة ، خشية انكشاف الهوية ومن ثم التعرض الى الاضطهاد او الملاحقة او التصفية الدينية او العرقية على يد اغلبية سائدة تفرض اعرافها بالقوة على الاخرين ، او تتعامل مع الافراد على اساس عنصري .
4. الهجرات القسرية الى وجهات متعددة ، اي الهجرات غير المبرمجة وغير المنظمة بفعل ظروف قاهرة خارجة عن ارادة الجماعة المهاجرة ، تلك الهجرات بطبيعة الحال تؤدي الى الاختلاط مع امم جديدة وشعوب غريبة يصبح معها لزاما على الفرد اتخاذ لغة تلك الامة او البلد – اي لغة الاكثرية - كلغة حديث وعمل ودراسة ... اي لغة الحياة الجديدة ، وبسبب ذلك تنحسر اللغة الاصلية وتضمحل ثم تتلاشى بمرور الاجيال ، فاللغة الاصلية قد تنتهي عند الجيل الثالث ، او الرابع على ابعد تقدير ، فالجيل الاول يكون احادي اللغة ويتعلم قليلا من اللغة السائدة . اما الجيل الثاني فيصبح ثنائي اللغة ، اذ يتعلم لغة الاجداد من ذويهم ويتقن اللغة السائدة من المجتمع المحيط . اما الجيل الثالث ، فيتعلم فقط اللغة السائدة في المجتمع والبيت (ولغة البيت هنا تكون على الاغلب هي لغة المجتمع) ، وبهذا تنحسر اللغة الام شيئا فشيئا وتتلاشى .
5. سيادة اللغات الكبرى او الرئيسية ، هذا الامر يؤدي بالنتيجة الى انقراض اللغات المحلية ، فحين تسود اللغة الكبرى وتصبح هي لغة التخاطب ولغة الدراسة والكتاب والصحيفة والتلفاز والانترنت ، تصبح معها اللغات المحلية لغات هامشية ثانوية . واليوم هنالك احدى عشر لغة كبرى في العالم هي السائدة بقوة في كل وسائل الاتصال والتواصل بين 78 بالمائة من سكان العالم ، هذه اللغات هي – الانجليزية ، الفرنسية ، الاسبانية ، الايطالية ، الالمانية ، الصينية ، الروسية ، العربية ، الهندية ، الهولندية ، البرتغالية .

ان انقراض بعض اللغات سيؤدي حتما الى ضياع التأريخ المدون وغير المدون بتلك اللغات على السواء ، فالمدونات المكتوبة بلغات اضمحلت وماتت فيما بعد ، تصبح بالنسبة للاجيال اللاحقة عبارة عن طلاسم لاغير ، اي رموز مبهمة المعنى والدلالة ، وتصبح عملية فك رموز تلك المدونات بحاجة الى ايجاد الشفرة الخاصة بتلك اللغة المنقرضة ، تماما كالشفرات التي تم من خلالها معرفة اللغتين السومرية والهيروغليفية وبعض اللغات القديمة ، بعد ان كانت هذه اللغات مبهمة وغريبة .
ان على الشعوب الحية والناهضة واجب الحفاظ على لغاتها من الاندثار ومن التشويه ، فاللغة هوية الشعب وسر تميزه وعنفوانه وديمومته ، وهي وسيلة تدوين تاريخه ومسيرته وعطاءه . وكما قال " صموئيل جونسون " – ان اللغة تمثل اصالة الامم - .
ان الحديث عن موضوع كهذا يطول ويتشعب ، لكن المهم في المسألة هو محاولة ايجاد الحلول لمشكلة انقراض اللغة ، وعندما تعرف المسببات فالوصول الى الحلول يصبح امرا يسيرا ، فمعرفة اسباب المشكلة هي الجزء الاكبر من الحل .
----------------------------------------

[right]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أللغات المندرسة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أيام الاسبوع في قاموس أللغات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الثقافي |...-
انتقل الى: