بغداديات
بتوقيع : بهلول الكظماوي
( من جوّه يعلم الله )
صباحاً مسكت القلم لأكتب الحلقة الثانية من موضوع ( دعوة الى الهجرة المعاكسة) واذا بالفضائية العامة المصرية تعرض كلمة المجلس الاعلى للجيش المصري القاها نائب قائد المجلس اللواء محسن الفنجري.
و من ضمن حشو الكلام المتضمّن بالتهديد و الوعيد تطرق قائد الجيش هذا بكلامه للثوار الشباب قائلاً :
هل تريدونها الفوضى الخلاقة التي هي بالعراق حيث تقوم بها مليشيات الشيعة والصدر …...الخ من هذا الخريط!.
دفعني ما شاهدته و سمعته منه الى التوقف عن الكتابة وارجائها لما بعد كتابة ردي على هذا الخريط.
عدت الى الوراء لأيام كنت صبيّاً لم ابلغ الحلم و تزوج حينها المرحوم والدي بعد وفاة والدتي رحمها الله.
و عندما قدمت العلوية زوجة ابي الجديدة من النجف الاشرف جلبت معها خادمتها الافغانيّة ( الدهاتية ), و الدهات بالفارسية تعني القروي بالعربية , وغالبية هؤلاء الدهات من الامييّن عديمي التعليم او من ذوي التعليم المنخفض, و لكنهم كعادة اي قروي بالعالم هم طيبون بسطاء و يتصرّفون على سجيتهم.
و كان مجرد ان دخلت انا الى بيت والدي كالعادة و لم اكن قد رأيت هذه الخادمة الدهاتية بعد, فاذا بها فزعت مجرّد ان رأتني لانها ( مفرّعة ) حاسرة الراس, ولما ارادت أن تتحجّب لم تجد ما تستر به رأسها فدفعها ارتباكها أن تمسك طرف ثوبها السفلي من ورائها و ترفعه الى فوق لتقلبه على رأسها لتستر به نفسها, ولكن حصل ما هو اسوء اذ بدأت سيقانها و...؟ مكشوفة من الاسفل.
و عندها انبرت الخادمة الثانية ( خادمتنا القديمة ) و كانت عربية, انبرت تعلّق عليها قائلة: من فوق هلّه هلّه....أو من جووّه يعلم الله!.
و ألآن عزيزي القارئ الكريم:
لا اريد أن اعلّق على القائد العسكري المصري أو أعتب عليه والذي هو لا يعدو أن يكون بمستوى خادمة المرحومة زوجة ابي ( أي من فوك هلّه هلّه او من جوّه يعلم الله ) والذي انا اعرف و الكثيرين يعرفون جيداً بأن هؤلاء (قادة الضباط المصريين ) هم خريجون لدورات مساعدات تدريب امريكية أساتذتها و مرشديها من الضباط اليهود الصهاينة, فرضت هذه الدورات على الحكومة المصرية ضمن معاهدة كامب ديفيد.
و لكن عتبي الكبير على أهلنا بالعراق الجديد الذين استلموا الحكم بعد التغيير, والذي ما اكثر المجلوعين فيهم من الذين ( واحدهم شاف ما شاف ) يتناحرون في ما بينهم على محاصصات نفعية فاسحين المجال باعمالهم هذه لامثال هذا الفرعوني اللعين ليشمت بنا و ينتقص من عراقيينا, عراق المقدسات, عراق الحضارات.
ولا يسعني الاّ ان اقول له : ولك ما اعتب عليك, اعتب على ربعي.
واقول للزمن الردي: زمان الشيّخ العكروك عالرك.
و دمتم لاخيكم: بهلول الكظماوي
امستردام في13-7-2011
e-mail:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وقفة وفاء:
تمر يوم غد الذكرى السنوية لثورة 14 تموز التي قادها الزعيم الوطني الخالد الذي اختلف فيه الناس ما بين محب غالي و ما بين خصم اضطر ان يقف اجلالاً لذكرى رجل اصبح فيما بعد انموذج للعفّة و النزاهة تقاس به رجالات الحكم و اعمدة الوطنية لعطاء هذا الرجل بدون ان يقبض شيئاً من حطام الدنيا غير محبة خلق الله.
*ذكرى رجل لا قبر له على وجه الارض, غير انه دفن في صدور شعبه.
*ذكرى رجل لم تدع له مشاغل الوطن و هموم مواطنيه مجالاً لأن يتزوج و بالتالي فانه لا عقب له, ولكن الملايين من الشعب العراقي هم اكثر من اولاده و يحيوا ذكره بالخير و الطيبة.
*ذكرى رجل معروف عنه انه يصلي صلاة المسلمين, ولكنه كان يدخل الى غرفته و يقفل الباب ورائه حتى لا يعرف عنه انه على اي مذهب يؤدي فريضته.
*ذكرى رجل جمع الوحدة الوطنية في نفسه, اذ ابوه من الطائفة السنية العربية, و امه من الطائفة الشيعية الكردية ومسكنه البسيط المتواضع المستأجّر من دائرة الاموال المجمدة لليهود في منطقة السعدون من بغداد مجاوراً به ابناء الطوائف المسيحية و الصابئية العراقيه, فكان يتكون من كلّ هؤلاء و لهذا عندما وزع جهده ووقته و بذل كل طاقته متفانياً لاجل هؤلاء, كل هؤلاء بالتساوي.
لقد عمل الخيرو كل الخير للناس, فاصبح من اخيار الناس, اذ يقول نبي الرحمة: خير الناس من نفع الناس.
فليرحمه الله بقدر ما كان رحيماً بالناس.
روابط لها صلة بهذه المناسبة:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]