العمارة تريد أهلها ،، و إحنا أهلها ..
شاركنا أفكارك و آراءك ..
ميسان اونلاين بيت الميسانيين

حيّاكم الله
العمارة تريد أهلها ،، و إحنا أهلها ..
شاركنا أفكارك و آراءك ..
ميسان اونلاين بيت الميسانيين

حيّاكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


forum@maysanonline.com
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من موسكو الى مدينة العمارة خواطر عن رحلة انتظرتها 37 عاما

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ميسان




عدد المساهمات : 82
تاريخ التسجيل : 27/04/2011

من موسكو الى مدينة العمارة خواطر عن رحلة انتظرتها 37 عاما Empty
مُساهمةموضوع: من موسكو الى مدينة العمارة خواطر عن رحلة انتظرتها 37 عاما   من موسكو الى مدينة العمارة خواطر عن رحلة انتظرتها 37 عاما Emptyالخميس أبريل 28, 2011 2:17 am


ان العمارة كما يلوح لي هي من اكثر المدن العراقية، ورغم كل النواقص والكبوات، قبولا وارتياحا للتغير الذي شهده بلدنا بعد 2003 ، فان الضرر الذي لحقها من جراء ممارسات النظام الديكتاتوري المقبور الذي امتد من كردستان الى عمق الجنوب يعادل ومن دون مبالغة ما تعرضت له مدن

سوفياتية خلال الاحتلال الهتلري لها خلال الحرب الثانية. فقد دخلت المصائب التي سببتها سياسات النظام المقبور، كما شملت اثار الحرب السوفياتية، كل عائلة وتركت جروحا بالغا في القلوب والارواح.

ان العمارة التي تلوح متعبة وحزينة بسكانها ومبانيها واسوقها، مشحونة بالتطلع والامل والتفاؤل نحو المستقبل، نحو حياة افضل واجمل واغنى. ولكن هل ستكون مؤسسات المدينة واداراتها بالمستوى المطلوب لتحقيق تلك التطلعات المشروعة؟.

لم تكن زيارتي اخيرا لمدينتي العمارة بعد غياب دام 37 عاما من الغربة الاضطرارية والمنفى الاختياري هربا من جحيم الديكتاتورية وعسف ممارساتها وخنقها الفكر وحرية الكلمةوالراي، زيارة راحة واستجمام بقدر منها كانت تلبية لنداء القلب والروح لاحياء الصلة والرابطة مع الوطن بصورة عملية، نداء لذلك الشوق الملح للوطن الام للانسان الاخ والصديق وابن المدينة ولتلك الاجواء الصميمية في المدينة التي حملتها صليبا في كل تنقلاتي، متضامنا معها متفاعلا مع معاناتها والامها. وكان اصدقائي الروس قد حملوني الكثير من التسؤلات لكي يتعرفوا عن الوضع العراقي عن كثب، ومدى مطابقة ما تردده وسائل الاعلام المنحازة واللاموضوعية عنه.

عدت الى مدينة العمارة من موسكو التي تلوح مقارنة بها مضيئة ونظيفة ومبتهجة ومفعمة بالرفاهية، اي بتلك المواصفاة التي احلم ان تكون عليها العمارة وكل مدينة عراقية خرجت من وطئة ظلام الحكم الديكتاتوري وعانت من عبث الارهاربيين والمجرمين واؤلئك الذي مارسوا الفساد الحكومي ونهب مخصصات التعمير والنهضة والاصلاح. لقد تجسدت لي كل ذلك من خلال اللقاءات التي لا تحصى مع مختلف شرائح المجتمع العماري وتعاملي مع الناس.

ثقافة التسامح تلوح في العمارة راسخة تتغلغل في تفكير العامة والنخبة من المثقفين. ففي الطريق من البصرة هناك مرقد النبي اليهودي العزير (ع) ، الذي يحظى برعاية واهتمام من قبل الجهات الرسمية وعامة الناس الذين يتوجهون اليه بالدعاء وينذرون له للشفاعة للباري عز وجل، واعتلت في مدخله (ع) السلام لوحة باللغة العبرية. لربما سيكون هذا الموقع مستقبلا مزارا عالميا ومركزا سياحيا فغير بعيد عنه ايضا قبر النبي سليمان. وفي العمارة اثار مشابه اخرى ومازال مبنى الكنيسة قائما دون ان تمسه يد التخريب والعدوان، وابناء الطائفة المندائية يمارسون حرفتهم الاثيرة"الصياغة" والاعمال الاخرى بحرية ولم تعرف المدينة ما حاولت قوى ظلامية زرعه من اختلاف بين ابناء الشعب الواحد من المذهبين الشيعي والسني. ان كل هذا يحتاج الى مزيد من الاهتمام من قبل الجهات المعنية لتحديث المباني واصلاح ما حولها لتعميق شعور كافة الطوائف بالتاخي والانتماء للوطن الواحد والحق فيه.

ان الاداء الفاشل للنظام الديكتاتوري في سنوات الحصار العجاف واستثمارها لإذلال الانسان العراقي واخضاعه بقوة لمشيئة الحاكم المتهور، ومن ثم التطورات السريعة والمتلاحقة تركت تداعياتها السلبية على الجانب المعماري في المدينة.

لقد عدت الى مدينة اخرى غير المدينة التي كنت احن لها خلال ال 37 عاما السابقة، ولم اجدها على احسن حال، فهناك فوضى فاضحة في توزيع الحوانيت واصطفافها، واثار التهديم مازالت تخيم على الكثير من المباني السكنية على الاخص في المنطقة القديمة التي يلوح عليها البؤس والفقر. ولم تكتمل معمارية المناطق الحديثة التي لم تبلط شوارعها بالاسفلت ولم تشجر. ان غياب التشجير ظاهرة غريبة بالمدينة العراقية . اضافة لذلك فان شوارع المدينة باجمعها غارقة بالنفايات وكأن ليس هناك جهة اسمها بلدية المدنية، معنية برفعها وتنظيف الشوارع منها، ليس فقط لاسباب جمالية وانما صحية بحتة، لاسيما وان اكواما منها تملء زوايا بعض الشوارع. لقد حان الوقت لدعوة المواطنين للمشاركة في اعمال تنظيف شوارع مدنهم وحاراتهم وشوارع بيوتهم اذا تجد الجهات المعنية نفسها عاجزة عن هذا العمل. وان يفعل مجلس المحافظة والاحزاب فيها ومنظمات المجتمع البلدي دورها في هذا المجال.

وعلى خلفية روح التشاؤم والانهزامية التي صرح بها البعض ، فثمة من يرى ان هناك افاق رحبة معتمدا على ذلك على ان الوضع في المدينة كان اسوء بكثير قبل عام او عامين وان اعمال التعمير تتواصل. وما يؤكد ذلك ظهور مباني ومحلات ومطاعم ومنتزهات جديدة تحمل بصمات عصرية بالشكل والتعامل.وهناك من تحدث عن وجود قوى تسعى في المدينة لمنع التعددية في الموقف والتعبير والممارسة في اطار ما يسمح به القانون والدستور عن الراي وتستخدم نفوذها بالسلطة لتجسيد موقفها . ومن المهم فسح مجال اكبر للتعدية في العمل الاجتماعي والسياسي للهدف النبيل الاوحد:خدمة العراق وشعبه الواحد.ان كافة الجهات الحريصة على مضي العملية السياسية باتجاهها الصحيح وبناء البديل الفعلي للانظمة الغاشمة والديكتاتورية السهر على خلق مناخ ديمقراطي والقبول بالاخر واتاحة الفرصة له لتجسيد ذاته وتحقيقها. فليس ثمة من يحتكر الحقيقة والوطن للجميع.ان شرائحا ومناطق سكن كثيرة تستحق الاهتمام والعناية اللازمة بها من قبل الجهات الحكومية، فالانسان وتحسين وضعه هو الهدف الرئيسي للعملية السياسية ونجاحها يعتمد على موقفه منها.

لقد ظل المكون الثقافي على مر العقود جانبا مهما في الحياة الاجتماعية بالعمارية، بيد ان العهود السابقة اما اهملت المثقف او تعاملت معه كاداة لتطويعه لخدمة اهدافها غير النبيلة. فالمثقف ظل مهمشا بكل الاحوال.ولكن هناك شعراء وقصاصين وتشيكليين وكتاب واعلاميين خرجوا من مدينة العمارة وكانت لهم مواقع وطنية وعربية. وماعدا تمتعه بالحرية والاستقلالية لم يحظ المثقف المبدع بالعمارة اليوم كما يلوح بالعناية المطلوبة، فاتحاد الادباء لا يملك مقرا خاصا به والنشر عملية ليست سهلة، ولم يوظف كمستشار لتطوير الجهات المعنية العملية الثقافية.ومن المفترض ان تمد السلطات والمؤسسات يدها لدعم المثقف العماري المبدع وتفعيل دوره في عملية التغيير وارساء البديل لديمقراطي المشود.ولست ادري بقرار اية جهة رسمية او كيفية اغلقت دور السينما وعطل المسرح ولم يلتفت الى افتتاح متحف لتاريخ المدينة وخصوصيتها مثلا، واصبحت المكتبة العامة بحالة يرثى لها. ان تسريع العملية السياسية، وجعل بلدنا يستبعد مكانته الحضارية يستدعي الاهتمام بتنوع مصادر المعرفة والثقافة.

كانت الحكومات المركزية دائما تتعامل مع مدينة العمارة باهمال ربما مقصود، وحان الوقت لتغيير الوضع بان ياخذ ابناء المدينة بانفسهم اليوم اعادة البناء وتحسين صورتها وتأهيل مواطنيها للبناء والاعمار وخلق الاجواء المناسبة ليجسد الانسان هناك نفسه بالعمل الخلاق.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من موسكو الى مدينة العمارة خواطر عن رحلة انتظرتها 37 عاما
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مدينة العمارة....
» شيء عن مدينة العمارة العراقية...
» سؤال لاحبتنا اهالي العمارة
» سوء تخطيط المشاريع يفقدها اهميتها , جسور مشاة العمارة نموذجا
» قلعة صالح مدينة النخيل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتديات ميسان اونلاين |... :: منتدى العمارة العام ||.-
انتقل الى: