تعال لنا ... يا رسول الله محمد (ص) لترانا .. مسلمين ولا اسلام (الحلقة الثانية 2/3)
حيدر محمد الوائلي
(الحلقة الثانية)
دين اليوم يا محمد (ص) هو دين (طائفة) لا دين (الله) !! ... يعبدون (الطائفة) لا يعبدون (الله) !! وكل طائفة تحب وتكره الآخرين تبعاً للطائفة والدين ، وما أنت يا محمد بطائفة بل أمة للنهوض ...
وما أنت غطاء لمفاسد الدول الإسلامية الكبيرة من حاكمين وسياسيين ورجال دين التي ترفع كلمات الله وتنسى الله ...
وترفع الأذان بصوت (الله أكبر) ولكن الله ليس أكبر من شهواتهم وأحقادهم ومفاسدهم !!
يرفعون (الأذان) صوتاً ويصمون (الأذان) عن أصوات المظلومين وأصوات الحق وأصوات النصيحة ...
تضج الجوامع بالصلوات في مجتمعات إسلامية كثيرة تغط بالوساخة والنتانة رغم أن (النظافة من الأيمان ) كما أكد على ذلك النبي محمد (ص) ...
مجتمعات تعج بالفساد الإداري والاجتماعي وحاكمين لهم متملقيهم ومغطي مفاسدهم ممن يأمون الناس بتلك الصلوات ...
أنت حربٌ لهم يا محمد ، وما فرقهم عن المشركين !! فاليوم يشركون بالله بأسم السياسة والشهوة والمال والطائفة والقومية ...
من جعل القومية العربية سيدة العالم ... ومن جعل الفارسية أو التركية سيدة العالم ...
لماذا يتفاخرون بلغاتهم وقومياتهم وينسون واقع الناس ودين الله الذي يحرم القومية والعنصرية ... ويحب الأنسان بما هو إنسان ، ويحب الناس بما هم ناس ... ويكرم العقل والأخلاق بغض النظر عن الجنسية والقومية ...
أبصر بحالنا لترانا قوماً يقتلون قوماً ويتشفون بقتلهم وأذاهم لأنهم أتباع (طائفة إسلامية) ويفجرونها تفجيراً ...
ألست يا محمد (ص) من كان صاحبك (سلمان الفارسي) من قال فيه محمد (ص) : (سلمان منا أهل البيت) وقربه ... وبذات الروح ولكن عكسياً طرد النبي (ص) عمه (ابو لهب) فالنبي محمد (ص) للناس جميعاً لا لقرابة هذا ولا لصلة ذاك ...
تعال لترى القومية والمحسوبية والعنصرية والطائفية داء تفشى في المسلمين ... بل اصبح أكثر ما يميز المسلمين عن غيرهم ...
أقول مسلمين ولا أقول إسلام ، فاليوم الأسلام شعاراً ولقباً وقليلاً هم (المسلمين) حقاً !!
كم هو أسفك يا رسول الله (ص) على حالنا وأنت من بعثك الله لإتمام مكارم الأخلاق فقلت حينها (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ... وأنت ترى الكثير جداً من المسلمين بالماضي والحاضر يجتهدون ويبرعون في سوء الأخلاق ونسوا الأخلاق أصلاً وناسي الأخلاق لا يعرف محاسنها ...
تعال لترى أن من يتبع أخلاق الأسلام الكثير من مسيحيي أوربا ويهودها وبوذيي أسيا وسيخها في مؤسساتها وشوارعها وحياتها اليومية رغم عدم إيمانهم بالأسلام !!
ونحن من نسمي أنفسنا مسلمين وأن النظام والأخلاق والعلم من أساسيات الدين الأسلامي وترى فينا الظلم والتخلف والفساد والجهل والطائفية والكراهية والمحسوبية والقومية والفئوية والوساخة وسوء الخدمات أمراض متفشية فينا وفي مجتمعاتنا ولأبعد الحدود ...
سافر إمام الأزهر الشريف الشيخ (محمد عبدة) الى أوربا ورأى الحياة هنالك وعاد لبلد الأسلام قائلاً قولته الشهيرة قبل عشرات السنين : (ذهبت لأوربا فوجدت إسلام ولم أجد مسلمين ، ورجعت إلى بلدي فوجدت مسلمين ولم أجد إسلام) !!
رحم الله الشيخ محمد عبدة الذي توفاه الله قبل عشرات السنين ، وأقول له :
(يا سماحة الشيخ زدنا على سوء الماضي سوءاً أكثر ، بل أسوأ بكثير !! وتحسن حال أوربا عمّا رأيته حسناً كثيراً بل أحسن بكثير !!)
أيا من صلى عليه وعلى اله الله وكذا صلى الذين أمنوا وسلموا تسليماً ... صلى الناس عليك يومها فأوقفتهم وقلت لهم لا تصلوا عليّ الصلاة البتراء ، فقالوا وما الصلاة البتراء ؟!!
فقلت : تقولون اللهمَّ صلى على محمد وتسكتون بل قولوا : (اللهمَّ صلِّ على
محمد وآل محمد) لم يضف النبي محمد (ص) لآل محمد اخرين ...
والقران وهو كلام الله وقول النبي شارحاً وموضحاً ، فمثلاً لم يذكر لله عدد ركعات الصلاة فوضحها النبي (ص) بأحاديثه ...
بعض من رواة هذا الحديث (الصلاة على النبي محمد واله وسلم) : (ينابيع المودة لذوي القربى) و (جواهر العقدين) و (الصواعق المحرقة) و (صحيح البخاري)...
تعال لترى من مشمولين بصلاة (اليوم) على النبي ولإضافات الصلاة عليك !!
ومنهم من لدى ذكر النبي (ص) يقول : (صلع سلم) !!
لكي يتجنوا ذكر ال محمد !! لكي لا يحسبوا على طائفة هذا ولكي يبينوا أنهم من طائفة ذالك !! أو يذكروا الصلاة ويحذفوا (ال محمد) لكي لا يحسبوا على طائفة إسلامية تضيف (الآل) لصلواتها كما أوصى النبي بذلك ، وما ينطق النبي عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ...
الى هذه الدرجة دقيقين بالطائفية !!
وأنا أرمز للصلاة بالحرف (ص) لكي يصلي كل من يقرأ مقالتي هذه حسب طائفته !! لأن الحرف (ص) يرمز للصلاة ودلالة ضمينة للصلاة على النبي محمد واله ، وليصلي كل على شاكلته من أراد أن يصلي ...
ليدخلوا حديثاً على النبي ويا كثر ما زوروا احاديث ونسبوها للنبي ولكن أهل العلم يعرفون أنها مزورة ... (أصحابي كالنجوم بأيهم إقتديتم إهتديم) ... قالها محمد (ص) ... يا ترى وما هو تعريف الصحابي ؟!!
هو كل من شاهد النبي محمد (ص) !! –طبعاً الكثيرين ممن عاصروا الرسول وصحبوه هم إشتهروا بالعدل والأخلاق الأسلامية الجليلة وهم نور يقتدى به-
والغريب أن كل ذي عينين يشاهد النبي محمد حتى ولو كان زنديقاً ومنافقاً وسكيراً ...
أتعرفون لماذا فعلوا كل ذلك ؟!!
لكي لا يسمون رافضيين لسلطة وحكم بني امية وبني العباس (وقتها) فكانوا يزوقون ويزورون لملوك بني امية وبني العباس ويزينون لهم سلطانهم وكل من رفض حكمهم فهو : رافضي .. خارجي .. شق عصا الطاعة .. خرج على امام زمانه -يقصدون الحاكم- .. خرج على الحاكم مفترض الطاعة ولو كان ظالماً ...!!
ونسبوا بذلك أحاديث للرسول ... لأن من رواها صحابياً شاهد الرسول بعينيه !!
كان المعنى السائد من (التسليم) في زمن الرسول محمد (ص) هو التسليم (لله) ، ولكن تحول معنى التسليم فيما بعد وفاة الرسول محمد (ص) الى التسليم (للخليفة)...!! حتى لو كان فاسداً .. ظالماً .. مجحفاً .. مزوراً .. ضعيفاً .. مغفلاً .. شهوانياً !!
ها هو التاريخ يأبى إلا أن يحدثنا بمفاسد الأمة الأسلامية الكثيرة ، رغم كونها أمة سيد الأنبياء وخيرهم وخاتمهم محمد (ص) ...
حروب الفتوح الأسلامية وسيل الدماء وقتل الناس وإكراههم على الدخول في الأسلام رغم أن الله يقول (لا إكراه في الدين) ... ليعود في حد المرات قائد أحد جيوش الفتوحات الأسلامية من غرب الأرض ومعه (1000 جارية) !! له فقط !!
( 1000) جارية كانت غنيمته لفرض الأسلام بتلك الأراضي التي لا تدين به ، وهذه الألف فقط لقائد الجيش ، ولكم أن تتخيلوا كم إستحوذ بقية العشرات الآلاف من الجنود ...!!
أليس هذا إحتلالاً ، يا من تدعون أنكم حرباً للأحتلال اليوم !!
وإن كانت الجواري (1000) لقائد الجيش فقط فكم سيكون عدد القتلى !!
أسيكون مثل عدد قتلى الحروب الصليبية التبشيرية (المقيتة) التي قتلت في امريكا الجنوبية فقط (20 مليون إنسان) بمباركة البابا وقتها لتحويلهم للمسيحية !!
أليس رجال الدين المسلمين ينتقدون الحروب الصليبية ، فما بالكم تباركون فتوحات إسلامية قتلت الالاف من الناس ...
ضعوا هذا الرقم بالبال وساتيكم برقم جديد وهو (1000) قتيل من المسلمين والكافرين هو حصيلة (25) سنة من رسالة رسول الأنسانية والسلام محمد (ص) ...
بخمسة وعشرين سنة سقط (فقط) (1000) قتيل حصيلة جميع حروب الرسالة الإسلامية بقيادة النبي محمد (ص) وجميع حروبه كانت (دفاعية) ولصد هجوم مسلح على المدن الأسلامية ...
حروب دفاعية ولم يبدأهم النبي (ص) يوماً بقتال ...
تخيلوا أن معاوية حشد (60) الف مقاتل لقتال علي خليفة رسول الله في حرب صفين فقط !!
وأبن معاوية (يزيد) قتل فقط في واقعة الحرة الشهيرة حوالي (12) الف انسان من المسلمين حتى سالت الدماء ولامست أستار الكعبة !!
غيروا معالم الأسلام وقواعده بما يتماشى مع شهواتهم وبقاء سلطانهم ... كما غيروا معنى التسليم من تسليم لله الى التسليم لخليفة الله ...
ويا لله من خليفة هو يكون في صدارة من يهدر ويبذر ويفسد ويحطم مبادئ وأركان التسليم لله ...
كان أغلب من امن برسول الله محمد (ص) في بادئ الأمر من المحرومين والمستضعفين ومن ضحايا الأرستقراطية والأسترقاق والتعصب القبلي ، وكان كبراء العرب مستهزئين بمحمد ويؤذوه ...
ولا أعرف كيف يحكم الأسلام ويسمونه خليفة الأسلام من (قصره) فاق نظيره ما لأباطرة أوربا وملوكها ... وثروته لا حد لها ...
أحد الصحابة ممن امن بمحمد (ص) وكان لا يمك شيئاً ولكن بعد وفاة الرسول (ص) قد عاصر هذا الصحابي الخلفاء الأربعة وحارب الخليفة الرابع (علي بن ابي طالب) بمعركة الجمل ، ولما قُتِل تبين أن له (1000) عبد يعملون تحت سلطته وهو يدفع أجورهم يومياً ... !!
تخيلوا حجم ثروته ...!! ... وكيف جمع تلك الثروة ... !!
أول من بنى قصراً في الأسلام هو معاوية بن أبي سفيان ، وقد إهتم ببنائه غاية الأهتمام وإستخدم معماريين من الروم وإيران وكان يشرف عليه شخصياً ويحضر هنالك يومياً يطيل النظر إليه تلذذاً ، وكان الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري (رض) يحضر عنده كل يوم –وكان أبو ذر يوماها منفياً الى الشام لكثرة إعتراضاته على فساد الخلافة الأسلامية وولاة المدن وقتها-
كان أبو ذر يصرخ بمعاوية الواقف قرب قصره قائلاً :
(إن كان هذا من مالك فقد سرقت ، وإن كان من مال الناس فقد خنت)
لم يكترث معاوية الذي أستسلم يوم الفتح أكثر من كونه أسلم ولم يعر أدنى إهتمام لأقدم الصحابة ومن أكرمهم عند رسول الله (ص) ولا لنصائحه ... وأكمل معاوية بناء القصر وسماه القصر الأخضر نسبة الى لونه ... فلم يدم له ولم يطل حكمه فيه ...
وكم من معاوية اليوم (وما أكثرهم) من حكام ومسؤولين وأحزاب ورجال دين وكم (أبو ذر) يصرخ بهم ناصحاً ويعطونه (الأذن الطرشة) ...
وها هو أحد أمراء المؤمنين وخليفة المسلمين كان قد أهدى لزوجته (نائلة) قلادة تفاخرت هي بها بأن قيمة تلك القلادة تعادل قيمة ثلث خراج أفريقيا ... !!
هذا ما يحدثنا به التاريخ وكتب الحديث وهي موجودة في كتب معتبرة فقط راجعوها ..!!
واليوم ... وما إن توضح تلك الحقائق التاريخية الغير مزورة والمحققة والمدروسة علمياً حتى يتهموك بالطائفية ...!! وما أن توضح فساد التاريخ ، وفساد الحكام المسلمين الماضيين حتى يسموك فاسقاً ...!!
وفي الكثير من الأحيان القتل أو التفجير أو هدر الدم !!
وما إن تفصح عن الحقيقة حتى تصبح كلباً ابن ستين كلب ..!!
((يتبع في الأيام القادمة إنشاء الله الحلقة الثالثة والأخيرة))
** Unfortunate is he who cannot gain a few friends during his life, and more unfortunate is the one who has gained them and then lost them (through his deeds) ... Imam Ali
** If you don't have an objective in life any cause could be one ...
** Respectfully ... Haidar Muhammad