سياسة النفاق الإعلامي الصريــــــــــــــــــــــــــــــح
الجزيرة – العربية- الشرقية – نماذج للشيطان الأكبر
محمد شحم أبو غدير
في عالم المعرفة والسرعة والتقنية الحديثة ونقل الخبر تتصارع القنوات الفضائية بسباق محموم وبشكل كبير لتنصب شباكها وتصيب اكبر عدد من المشاهدين لها، وهذا حق مشروع لكل العاملين في الجانب الإعلامي أكيدا لكونه يمثل أهم هدفا للعاملين فيه، ولكن نجاح هذا العامل يكون وفق الأسس العقلية والمنطقية والاجتماعية التي هي من أولويات رسائل الإعلام الناصع لكون العلاقة بينهما معادلة قائمة على ووضح الرؤية والصدق والحيادية وهذه الأسس الإعلامية دستور دائم ومنهج قائم وشعار لكل من يسلك هذا الطريق الوعر . وفي هذه المرحلة التي نعيشها الآن أصبح الإعلام يمثل خندقا أساسيا ومفرقا حساسا في مفاصل العالم الذي تحول إلى قرية صغيرة يراها المشاهد في أي بقعة من العالم ويطلع على مايدور حوله وبسرعة فذة جدا، والمتتبع والمراقب للحدث الإعلامي الفضائي الآن يجده ينقسم إلى قسمين رئيسين ،الأول : وهو الأكثر طبعا يمثل إعلاما مسموما يحمل إيديولوجية منحرفة هدفها: نشر مبادئ الرذيلة، والتفسخ ،والكذب، وتزوير الحقيقة الناصعة ،وتشويه العقول، وهذا الإعلام المسير يمثل بصمات قوى الاستكبار العالمي الكبرى قطعا ومنهجه واضح وصريح ألا وهو استغفال الشعوب وخداعها وجعلها تعيش في دوامات التخبط والفشل واليأس ، وأما الثاني :وهو الأقل يمثل إعلاما ناصعا، يحمل إيديولوجية فكرية ، ومنظومة مترابطة ، همها نشر مبادئ العلم الناصع ،وأسس الحقيقة ،وصفاء العقول ،ويحمل رسالة سامية نحو الغاية النبيلة للإعلام الشريف، ومن القسم الأول برزت قنوات عديدة تدعي الحيادية ،والأمانة، ونقل
الصورة الناصعة للحدث كما تدعي ،وهذا مار فعته تلك القنوات شعارا لها كقناة الجزيرة ،والعربية، والشرقية ، هذه القنوات التي تديرها الأيادي الممولة بالمال الخليجي الهائل تلعب اليوم أدوارا خطيرة جدا في تسيس المعلومة ،وقلب الحقيقة، وخداع المشاهد ،و هذا التيار الإعلامي الخطير ارتكب مجازر خطيرة في الساحة الإعلامية تحديدا.... كما لعب دورا خطيرا في الساحة العراقية و مثل حربة مسمومة في قلب أبناء العراق بما ساقه من مجازر إعلامية ساهمت في قتل وترويع أبناء هذا البلد المظلوم, ولكن مابني على أساس هش لايمكنه الصمود أطلاقا ، والمتتبع العربي ألان صدم بحيادية هذه القنوات المأجورة التي كشفت عن حقيقتها المسخة، وتعاملها الواضح مع الحدث منطلقة من مشاريع مرسومة من قبل مموليها الخليجيين ، بل الأعجب أن تقف هذه القنوات موقف المدافع عن الجزار، والقاتل، والمجرم، والسفاح، وتبرر له أفعاله الإجرامية التي هزت جبين البشرية كما هو حاصل في الشقيقة البحرين ،و كما يفعل مشايخ الوهابية المجرمون(وعاظ السلاطين) لحكامهم أل سعود ويبررون أفعالهم بفتاوى سودت صحائف الدين، وهتكت شريعة سيد المرسلين، بل عمدت تلك القنوات أمام إنكار الحقائق الساطعة وما يجري من مجازر مرعبة ووقوفها موقف البعيد عن الحدث إطلاقا مادام الحدث لايوافق منهج مموليها!!، فأصبحت سياستها قائمة وفق سياسة الكيل بمكيالين..أي الوقوف مع الأقوياء أصحاب النفوذ والمال، ليرى المشاهد العربي سكوت هذه القنوات ومشاركتها في الجريمة الإعلامية، لتتضح صور الخزي الإعلامي المشبوه لتلك القنوات التي توجه سهام غدرها إلى قلوب الأحرار والثوار ،وعلى النقيض من ذلك رأينا اتجاه جديدا إعلاميا صادقا في نقله للحدث ومتابعته برغم إمكاناته المحدودة التي لاترتقي إلى مستوى قنوات كالجزيرة والعربية والشرقية، وهذا الاتجاه بدأ يعطي ثماره المنشودة ليمارس رسالته ويكون ندا لهذه القنوات المشبوه ، وليتذكر امن يعمل في الجانب الإعلامي جميعا أن رسالتهم الإنسانية الأخلاقية توجب الوقوف مع المظلوم وليس الظالم ( وكونوا للظالم خصما وللمظلوم عونا),