الراصد الاسبوعي
في
مركز دراسات جنوب العراق
التمدد الامريكي في العراق
لمصلحة من؟
ما ان اقترب موعد انسحاب قوات الاحتلال الامريكي في العراق نهاية 2011م حتى قام الامريكان بتسخين كل الجبهات السياسيية والاقتصادية والأمنية وغيرها.
وزير الدفاع الامريكي الجديد (ليون بانيتا) الذي كان يرأس قبل ذلك جهاز الاستخبارات الامريكي (CIA)، وصل فجأة هذا الأحد الى العراق ليلتقي المسؤولين العراقيين وكذلك السيد البارزاني الى جانب لقائه بالجنرال (لويد اوستن) كبير القادة العسكريين الامريكان في العراق، وسيتبعه في الزيارة نائب الرئيس الامريكي (جوزيف بايدن) عرّاب التجزئة والانفصالين ومن ضمن تصريحات (بانيتا) انه: (سيشجع المسؤولين العراقيين لطلب تمديد بقاء قواته في العراق، حتى نعلم الى أين نحن متجهون وانه سيضغط على المسؤولين العراقيين لاتخاذ قرار بشأن الوجود العسكري الامريكي في العراق، وان هناك فراغاً أمنياً سيقع بعد هذا الانسحاب)، واضاف: (ان امريكا ستتخذ اجراءً من جانب واحد اذا تطلب الامر متهماً ايران بتزويد جماعات متشددة لضرب الوجود العسكري الامريكي في العراق وستقوم قواته بعمليات منفردة داخل العراق).
ماذا عسانا ان نقول نحن العراقيين أمام هذه التصريحات:
بقاء القوات الاحتلالية في العراق:
1- إنّ شخصية أمريكية بهذا الحجم والمسؤوليات وبهذه الغطرسة والتصريحات الخالية عن أية شفافية والخارجة عن كل الاعراف الدولية يكشف ذلك عن رغبة واصرار امريكي للبقاء ليعلم أين هم متجهون حسب قوله؟ ولمصلحة من هذا البقاء بعد ان رفض العراقيون هذا الاحتلال ولكم الخيار بأن يعطي العراقيون رأيهم في هذه القوات غير المرحب بها؟.
2- الى اين ستتجه يا سيادة الجنرال؟ فالعراق لم يعد طوع من يريد العبث به وبشعبه فزمن الاستبداد الصدامي ولّى من غير رجعة فهل تعيده الى الوراء بعد كل تلك المعاناة والمحن التي ذاقها العراقيون من استبداد النظام البائد ومن كان خلفه من القوى الدولية والاقليمية.
السفارة والقنصليات الامريكية في العراق:
3- لا يمكن للعراق ان يتحول الى حديقة خلفية للولايات المتحدة مهما اتسعت مساحة سفارتها في بغداد او تعددت قنصلياتها في أربيل والبصرة وغيرها.
وليس غائباً عن أذهان العراقيين ان السفارة الامريكية في بغداد ابتلعت حتى الآن (104) هكتاراً أي ما يعادل (16 الف قدم مربع) في ما يسمى بالمنطقة الخضراء في بغداد، وهي أكبر بست مرات من المساحة التي يحتلها مبنى الأمم المتحدة في نيويورك وتضم أكثر من 18 ألف منتسب بين دبلوماسي، ومخابرات، وقوات أمنية خاصة، وحارس و... وتحيط بالسفارة اسوار كونكريتية بارتفاع عدة امتار وبلغت تكلفتها حتى الآن اكثر من نصف مليار دولار.
اضف الى ذلك قنصليتين كبيرتين في البصرة واربيل ولعله في مناطق أخرى من العراق لاحقاً.
ماذا يريد الامريكي من عراقنا الطيب وترابه الطاهر وشعبه الأبيّ أهو احتلال للنفوس ومصادرة للعقول؟ أم ان أجندة لا يعلم بها إلا الله والرجل الابيض في واشنطن يحسم بها مصير هذا البلد الذي تمنّع طول تاريخه على الظالمين والمستغلين والاحتلاليين.
إنّ عراقنا الأشمّ أقوى من ان ينالوا من أرادته وسيبقى عزيزاً لأن الله سبحانه اراد لأهله العزة والمنعة (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين).
فليتدبر أمره من نسي تاريخ هذا البلد العزيز.
مركز دراسات جنوب العراق
11/7/2011م
