حياة شرارة شهيدة الثقافة !!!
سميرة الوردي
عنوان لايفي بالمضمون ، وظلم للثقافة والأدب والفنون لاتقبله العصور . الأديب والمثقف والفنان العصامي الذي لم يتنازل عن كرامته ومبادئه وانسانيته هو شهيد ولكن ليس للثقافة وانما هو ضحية الأنظمة الوحشية المجرمة ، التي تحاول فرض سيطرتها بكل وسائلها اللا أخلاقية على حياة ومصير المثقف.حياة شرارة ليست شهيدة للثقافة كما ورد عبر أحد مقالات قرأتها على صفحات الأنترنيت ، وهذا تعبير فيه ليونة ومسامحة لمجرميين واضحي الملامح والأهداف ، حياة ضحية كل أنواع الدكتاتوريات التي تسود في شرقنا العربي الثائر على كل صنوف الإذلال والقهر اللاإنساني الذي مس كل نواحي حياتنا السياسية والإقتصادية والاجتماعية والأخلاقية .ما مصير المثقفين الحقيقيين والذين يرفضون مؤازرة سلطة غشومة أو سلطة ضعيفة لا توفر لمواطنيها ابسط حقوقهم الإنسانية !!!، ما مصير المثقفين الذين يحيون في بلدان تعصف فيها شتى صنوف التعسف الفكري والطائفي والقومي والديني !!!، ما مصير المثقف الذي يفرض عليه العيش بين الطغم الغاشمة التي تغتال أينع الأقلام واكثرها جرأة وشرفا !!!، ما مصير المثقف الذي يلعلع في مجتمعه صوت الرصاص ورائحة الدم ، ويطغي على صوت الحكمة والرحمة والعدل !!!، ما مصير المثقف وأبواب العمل مغلقة في وجهه !!!، مامصير المثقف والفساد والعنف وملاحقة الآخر اصبحت من يوميات مجتمعه !!!، ما مصير المثقف وقد حرم من المكتبة والمسرح والسينما ومن الملاعب ومن كل النشاطات الثقافية والإنسانية ولأسباب عدة !!!.المثقف ليس شهيدا للثقافة بل شهيد انعدام الحرية والعدالة في مجتمعه . لقد مر مثقفونا ..علماء وأدباء وفنانين بمراحل متفاوتة من التهميش والاقصاء والقتل . ولكن بقي للثقافة القها وبقي مريدوها ، مهما طال العذاب وطالت أيدي القساة الغلاظ القلوب على الثقافة والمثقفين .كم من مثقف مات مهضوما محاصرا بلقمة عيشه وحرية قلمه ، أليس هذا شهيدا !!!، مغبونا حقه في حياته وفي مماته !!!، وقد تطال يد الظلم والجور حتى على آثاره وقبره !!!.حياة شرارة اُغتيلت بيد أعنف دكتاتور ، حوربت وفصلت لا لشيء الا لكونها أديبة عصامية أنفت أن تطأطئ رأسها لغير ما آمنت به ، لم يعرف عنها تحزبها لحزب معين ولكن عُرف عنها ثقافتها وأدبها ، فنأت نفسها عن أن تصفق لأي شيء الا لما حوته ذاكرتها من أدب وعلم ، أُعدمت حياة شرارة لأن كرامتها أبت الإذعان لجبروت التخلف الذي أحاط العراق بسور من الموت القسري ،والذي لم يكتف بتكفين المرأة بالسواد بل جعلها امة مستعبدة للقمة الخبز ، أفقدها الأب والأخ والزوج ، ولم يكتف بخنقها بقوانين جائرة عفا عليها الزمن ، بل أذاقها ذل العذاب بحرمانها من لقمة العيش وحرمها من السفر من غير وصاية . لم تكن حياة شهيدة للثقافة قط ، بل هي وكل المثقفين الذين اغتيلوا بأيدي همجيي العصور شهداءٌ من أجل الحرية والعدالة ، التي لم نلمح بعد ولو وميضا يمنحنا الأمل بغد أفضل لكل مثقفي الانسانية