طالب الصفار
قضاء جميل بطبيعته الاخاذه واهله الطبيبن الكرماء المسالمين يقع هذا القضاء بمنتصف المسافه تماما بين بغداد والبصره وكل الذاهب الى البصره لا بد من التوقف في الجانب الايسر منه ،يقع على الجهه اليمنى من دجله لماذا الجهه اليمنى ؟ حالها حال المدن المجاوره اتخذت من نهر دجله درعا للوقايه من السيول الجارفه التي تنزل من جبال بشتكو الايرانيه والتي تجرف امامها ما تجده، فذهب الكثير من الرعاة واغنامهم لعدم تحسبهم من غدر هذا السيل الجارف المصحوب بصوت مرعب في بعض السنين ،لهذا لم تتكون لا مدينه وحتى قريه بين الحدود العراقيه الايرانيه ونهر دجله ، مع العلم ليس هناك منفذ للدخول بسهوله عبر هذه الحدود .
تقع المدينه على انحناء دجله الكبير بالاتجاه الايسر ثم الايمن ليستمر النهر بالانحدار تجاه الجنوب العراقي وهذا ما يلاحظ من خلال خارطه العراق ، وتحد غابات من اشجار الغرب الذاتية النمو شمال المدينه ويطلق عليها غرب السيد يوسف ومن جنوبها وايضا على نهر دجله هناك الغابه الاكبر الكثيفه ويطلق عليها غرب الامام على الغربي او الذهيبات حيث اراضي هذه العشيره الطيبه تجاور هذا الغرب (الغابه الطبيعيه ) ، تتمتع هذه البلده بجو جميل للغايه في الصيف والشتاء مقارنه ببقية البلدات في الجنوب العراقي.
علي الغربي قضاء قديم يشكل مع قلعة صالح والمجر الكبير اقضية للواء العماره وتتكون البلده من جزئين الجزء الصغير الذي يقع على الجانب الايسر حيث يمر طريق بغداد – بصره والجانب الايمن وهو الجزء الرئيس للبلده فيتكون من محلتين الكبيره الفخريه والاخرى القلعه يفصلهما سوق طويل مسقف بالبليت المضلع (جنكو) وعلى شكل رقم ثمانيه وبشكل انيق ومنظم هذا قبل الحريق الذي التهم السوق بكامله بتدبير من اجهزة النظام السابق .
سكانها خليط متجانس رغم اختلاف قومياتهم من عرب واكراد فيليين وقليل من منطقة عربستان ديانتهم الاسلام غالبيتهم من الشيعه مع وجود اقليه من المسلمين السنه كما كانت توجد عوائل من الصابئه ، هذا اضافة لليهود الذين هاجروا في عقود الخمسينيات . العشائر العربيه الاغلبيه لبني لام والكعب والذهيبات والكنانه ورؤساء العشائر شاكر قمندار وعبد الكريم الجوي .
هذه المدينه انجبت الكثير من المبدعين شعراء ادباء اطباء علماء فنانين يشار لهم بالبنان على مستوى العراق وخارجه ، فمن الشعراء نجم الدين الحكيم وحسين السيد عبدالسلام والشاعرعبدالخالق عبود ، وكانت المناسبات الدينيه كولادة الامام علي (ع) والامام الحسين (ع) فرصه لاجتماع الشعراء من مختلف ارجاء العراق حيث تستضيف هذه البلده الجميله مربدا خاصا بها بين فرح وعرس الاهالي باستضافة ادباء العراق .
ضمت هذه البلده بين جناحيها شاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري في فترة الاربعينات والخمسينات حيث يمتلك اراضي واسعه هناك ومضخه كبيره للماء ولازلت تسمى المنطقه في شمال القضاء باسم ( الجواهري) .
من ابناء هذه البلده من الفنانين الكثير فالحاج نعمان الصفار المعروف على مستوى البلد بخطه وهو الذي خط اية الكرسي على شكل مربعات الكثير يمتلك هذه اللوحه او شاهدها ، ومن الرسامين الاستاذ سهام ساده ومن الفنانين قحطان العطار وسعدون جابر والكثير الاخرين .
اما ايام عاشورا والتي كانت جميع البلده تشارك فيها فالمآتم الحسينيه والمواكب التي تتجمع بعد الصلاه لتنطلق باتجاه محلة الفخريه وبمحاذات نهر دجله باتجاه بيت الحاج شيخه ومنها الى بيت الحاج نلي ومنها الى محلة القلعه الى بيت الحاج عطوان اذ تنتهي هناك حيث شكلت هذه المواكب جزء من تراث هذه البلده فما كان من النظام السابق الا وسفر العوائل الثلاثه السابقه لينزل العقاب بهم ، ولم يبقى في المدينه من سكانها الى القليل وهي الان ارض بلا شعب.
تعرضت هذه البلده الى هجوم شرس من قبل النظام السابق ادى الى تسفير ومصادرة اموال الكثير من ابناء هذه البلده الطيبه وعلى دفعتين الاولى سنة 1972 والثانيه الاكبر عام 1980 وتخلخل النظام الاجتماعي هناك فمن لم يشملهم التسفير فروا الى مدن اخرى ليضيعوا انفسهم هناك من جرائم البعث الموجهه لهم ، فكان ابناء الريف والمعدان لا يدخلوا البلده الا بين الساعه الثامنه صباحا ليخلوها الرابعه عصرا وان بقى احد من هؤلاء تهامس اهالي المدينه مع بعضهم بوجوب الحذر من ان هناك سرقه قد تحصل في البلده ،اما الدمار في البناء فكانت الطابوقه الساقطه لا ترجع لمكانها فتوقف الاعمار والبناء وتغيرت اللهجات وتغيرت العادات وبدا الحزب ورجاله الغرباء في تغير كل شىء والى الاسفل وبقت على الغربي في الذاكره