ملعب ميسان مرة اخرى
عدي المختار
مر شهرين ووزارة الشباب والرياضة تضع في هذه الأذن(طين) وفي الأخرى (عجين) كي لا تسمع هدير الأصوات الغاضبة التي تنطلق من هنا وهناك في محافظة ميسان رافضة ولا تزال ترفض قرار احالة ملعب ميسان الدولي لشركة محلية لا تفقه من المنشآت الرياضية وبنائها شيئا ,بل حتى مشروعها الذي شرعت بتنفيذه خلال سنوات متلكأ باعتراف معالي وزير البلديات والأشغال العامة المهندس عادل مهودر المالكي الذي انذرها قبل أسبوعين ومنحها مهلة نهائية لانجاز مشروع ماء العمارة الموحد.
قادة وزارة الشباب والرياضة يرفضون سماع الرفض المتعالي لهذا القرار من قل الميسانيين,والغريب والمريب في ذات الوقت للحد الذي يضع الكثيرون تحته ألف خط احمر وبعده أطنان من علامات الاستفهام ,هو إن شركات تركية وسويدية وألمانية لها باع في مجال المنشآت الرياضية رفضت ومنح التنفيذ لشركة محلية متلكأت في انجاز مشاريعها السابقة في مخالفة صريحة للقانون الخاص بالعقود الحكومية لعام 2008 الصادر عن وزارة التخطيط العراقية والذي لا يسمح منح أي مقاول او أي شركة بذمتها مشروع متلكأ أي مقاولة أو مشروع آخر؟؟!!!أليس الأمر غريب ومريب ؟؟!!!ما المبرر الذي على أساسه تم تفضيل هذه الشركة المحلية على الشركات الأجنبية المتخصصة ؟؟!!!!,هل لأنها كما سرب لنا الشارع الرياضي بان المبرر هو أنها شركة ملك صرف لأحد وزراء حكومة المالكي السابقة ؟؟!!وان صحت هذه المقولة فان طنين الكلام والشعارات عن دولة القانون والمؤسسات وحلم (100)يوم الذي أطلقها المالكي وتلفظ أنفاسها خلال هذه الأيام ما هي إلا محض شعارات وفق ما سرب أعلاه وستذهب كل تلك الشعارات الرنانة مع أدراج الرياح عاجلا أم آجلا ,وان كان العكس فعلى حكومة المالكي ان تقف بحزم أمام من يتهاون أو يتحالف أو يريد أن يستثري بالخفاء على حساب هموم هذا الشعب المظلوم .
إن الشارع الرياضي والصحفي والإعلامي في ميسان ويقف معهم قادة المحافظة الشرفاء ينظرون لقرار إحالة ملعب ميسان الدولي لهذه الشركة بأنه مخالفة قانونية وخطأ فني واستراتيجي كبير يحتاج للوقوف عنده ليس من قبل وزارة الشباب والرياضة التي مللنا من مناداتها دون أي استجابة بل من حكومة المالكي ومن الدكتور علي الدباغ الذي عودنا على مواقفه المشرفة في القضايا الرياضية ,وهيئة النزاهة ولجنة النزاهة في البرلمان العراقي مطالبون كل هؤلاء بالوقوف عند هذا الملف الخطير , لان غضب فوات الأوان سيحل بعد انجلاء غبار التصريحات الرنانة التي يطلقها القائمون على المشروع الآن وبعض الأخوة المؤيدون لهم في وزارة الشباب والرياضة وبعض قادة الرياضة والسياسة ومديرية شباب ورياضة ميسان (مع الأسف ) ممن يدفعون نحو المضي قدما مع هذه الشركة دون الالتفات للاصوات الغاضبة ,فانهم يجازفون بمستقبلهم المهني وثقة الشعب بهم لا محالة , فان الغضب حين انجلاء تصريحات التأييد سيكون غضب من نوع خاص ,غضب فوات الأوان الذي إن فات الفوت فلا ينفع حينها الصوت إطلاقا,ولن تنفعهم حتى مؤتمراتهم الصحفية والتجوال الصحفي الذي أقدمت عليه مؤخرا في الملعب المسكين وهي تتبجح بأوهام وخطط تعزف على أوتار وجع الملعب العليل بكل قسوة وصلافة .
إن ملف ملعب ميسان الدولي بحاجة لجهات حكومية متنفذة لتقرر إحدى القرارين,اما المضي بالمشروع مع أعطاء ضمانات كافية بانجازه وفقا للقياسات الدولية بمشاركة أجنبية متخصصة ,أو إعادة النظر بقرار الإحالة وسحبه ومنحه لشركة أجنبية مختصة.
أما نحن فسننتظر القرار الأتي عقب هذا المقال لأننا لن نسكت لا اليوم ولا غدا حتى نرى حلمنا بملعب دولي حقيقة تتجسد على ارض الواقع بصدق وإخلاص ,,,فحذاري من غضب فوات الأوان أيها الرابضون دون سماع صوت الآخر