ملف الكويت وافتعال الأزمات
محمد شحم أبو غدير
ترك النظام البعثي المجرم إرثا ثقيلا في مسألة ملف الكويت المعقد والذي كان سببا رئيسيا في تحطيم العراق وجلب الويلات والدمار في أنحاء البلد كافة ..هذا الملف الشائك ترك اخطر انطباع وورثة ثقيلة للسياسيين وكانت أثاره الوخيمة واضحة البصمات والمتضرر الأول فيها أبناء الشعب العراقي النبيل الذين دفعوا أرواحا بريئة تساقطت أمام الحصار الاقتصادي المرير ، وأموالا طائلة هائلة دفعت من الخزينة العراقية لأجل دفع التعويضات عما ارتكبه نظام الطاغية أثناء غزوه للكويت التي لم يكن للعراقيين فيها ناقة ولاجمل سوى إشباع رغبات الطاغية الأرعن ،،، استمر هذا الملف المعقد في أروقة مجلس الأمن الدولي الذي أسهم في وضع اللمسات والعقوبات التي شملت قطاعات كثيرة جعلت العراق يرجع إلى ماعصر الثورة، ناهيك عن التدمير الواسع الذي شمل المجالات كافة ، وخصوصا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وترك أثارا لازالت عالقة في النفوس والأبدان ،،،، هذه العقوبات الغبية لم تراع ابسط ومعايير حقوق الإنسان وتطلعات الشعوب في العيش الكريم التي طالما نادى بها المجتمع الغربي (المنافق) وتبجح بها أنها من انجازاته لكنه أمام سيل اللعاب الخليجي وأمواله سكت سكوت الأخرس!! ومارس بحق العراقيين قرارات مجحفة بامتياز ليس له مثيل، وكانت نتيجة هذه العقوبة موت آلاف من الأبرياء الذين لاذنب لهم ، وتدمير البنية التحتية للبلد ، وجعله بلدا منهكا ضعيفا غير قادر على الوقوف والتماسك ، وبعد زوال نظام الطاغية المجرم المقيت استبشر الجميع بحلول نسائم الحرية الجديدة وتصور الجميع أن ملف الكويت سينتهي وأن المياه عادت إلى مجاريها لكن الذي حدث لم يكن في الحسبان أطلاقا، فالملف ساخن وشائك والحكومات التي تعاقبت منذ السقوط والى الآن لم تجد حلولا شافية بسب إصرار الجانب الكويتي على تركيع أبناء العراق ! فأمسى هذا الملف مثار مشاكل مستمرة تثار هنا وهناك وتتناقلها وسائل الإعلام المتفرقة لتؤوج الصراعات مع وجود تصريحات رنانة لبعض السياسيين المولعين بصناعة فن إشعال فتيل الأزمة ...... والمتتبع الآن لحقيقة مايجري يخرج بنتيجة مفادها : إن الكويت باتت تلعب بخطر هذ
ا الملف بصورة متعمدة وعلنية ولايمكن أن نحسن الظن بها إطلاقا وذلك لعدة أسباب ثلاث :
الأول: إصرارها المستمر والدائم على عدم خروج العراق من البند السابع .وهذا البند أصبح سيفا مسلطا على رقاب العراقيين وعاملا في تقييد الحرية والعودة إلى الوضع الطبيعي للبلد .
الثاني:قيامها بعملية قرصنة جديدة اخترقت بها كل النظم والقوانين حيث جمدت مبلغا قدره مليون وخمسمائة ألف دولار من أموال الخطوط الجوية
العراقية.ويضاف إلى ذلك ماتقوم به من أمور استفزازية وتجاوزها الواضح على الأرض العراقية ناهيك عن البحر.
الثالث: قيامها ببناء ميناء مبارك في الممر البحري في منطقة خور عبد الله وهذا المكان اختير بخباثة واضحة لكون هذا المنفذ يمثل إطلالة على الخليج العربي ،وتشييده في هذه المنطقة الجغرافية الحساسة تجلب الشك بنوايا الكويتيين الحقيقية ، مما يعطي الدليل الراسخ بأن منهج السياسة الكويتية قائم على إقصاء وتهميش العراق بصورة متعمدة ، وأنها ترتكب اخطاءا جسيمة ضد العراقيين..علما أن التقارير الموثقة تشير إلى أن العراق قد سلم الكويت مبلغا قدره( 31) مليار دولار، اكرر(31) مليار دولار!! وهنا تتبادرالى الذهن عدة أسئلة أهمها: ماذا يريد الكويتيون من العراق؟ ولماذا يثار هذا الملف تحديدا الآن؟ومن هي الجهات التي تحركه وتجعله وسيلة ضغط على العراقيين؟ أهي رسائل الانتقام الصريح التي لازالت تغلي في قلوب الكويتيين ؟ أم أن هناك ضغوط تمارسها الكويت لغايات مشبوهة لبعض الدول الخليجية؟ والجواب حسب فهمي القاصر: إن إصرار الكويتيين على هذه السياسة المقيتة تقف وراءها الأيادي الخبيثة لإل سعود الذين نصبوا عداءهم للعراقيين وكانوا الحربة في قتلهم إما بالفتاوى من قبل (وعاظ السلاطين) ممن يرتزفون من مائدتهم أو بسياسات القتل والتدمير التي يحيكونها ضد هذا البلد الجريح... دعوتنا إلى الإخوة السياسيين بحل هذا الملف ومحيه من الوجود حتى لايكون سببا وأزمة تثار من قبل أعداء هذا البلد أنها دعوة فهل من مجيب؟