النجف الاشرف/احمد محمود شنان
مع تعاقب الأحداث وتغير الأنظمة وتعدد الاتفاقات و تنوع الصفقات كان ولازال الخط الصدري متبنياً لموقفه الرافض لبقاء القوات المحتلة ونحن نشهد الاقتراب من انتهاء مدة البقاء ضمن بنود الاتفاقية الأمنية يسعى التيار الصدري لتحشيد الرأي العام ضد محاولات البعض من السياسيين والأحزاب والشخصيات لتجديد البقاء لتلك القوات التي يعتقد أبناء هذا البلد أنها كانت ولا زالت مصدراً للإرهاب وحامٍ له بل ومشجع له حتى صار الذي صار وقتل من قتل وهجر من هجر واعتقل من اعتقل .
في خضم تلك الأحداث انبرى التيار الصدري ليجدد موقفه الرافض لوجود الاحتلال أصلاً فضلاً عن تمديد بقائه وفي هذا الصدد عقدت الهيئة الثقافية العليا لمكتب السيد الشهيد الصدر ندوة فكرية شاركت فيها العديد من الفعاليات والمنظمات والأحزاب بغية تبني موقف موحد واستجلاء مواقف البعض من الذين اتسمت مواقفهم بالضبابية والغموض.
الباحث الإسلامي الشيخ عبد الرزاق النداوي الذي استعرض في بحثه التأريخ الجهادي للحوزة الدينية وتبنيها المواقف الصريحة والجريئة المناهضة بل المعادية للاحتلال كما تناول ما نتج عن الاحتلال من دمار وإرهاب وتقتيل وتشريد بيّن مواقف التيار الصدري المستندة إلى القران الكريم وسنة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم وسيرة أهل البيت عليهم السلام وتأريخ العلماء الأعلام من المجاهدين الرافض للاحتلال.
النداوي الذي يعتبر من قيادات التيار الصدري الذي تعود مرجعيته الروحية للشهيد الصدر الثاني رحمه الله يستند في مستحدثاته إلى مرجعية أية الله العظمى السيد الحائري الذي حرم التمديد للقوات الأمريكية يرى أن وجود تلك القوات يأتي ضمن الاستعدادات التي يعمل عليها (الثالوث المشئوم ) حسب تعبير مشهور للشهيد الصدر الثاني والمقصود منه أمريكيا وإسرائيل وبريطانيا لمواجهة ظهور المهدي المنتظر الإمام الثاني عشر الذي سيظهر في منطقة شبه الجزيرة العربية .
عضو الهيئة الثقافية الشيخ ابوذر السوداني الذي تبنى تسمية الاستكبار بدل الاستعمار أو الاحتلال في بحثه معتبراً الاستكبار ذو مفهوم أوسع وهو ما يتضمن الاحتلال العسكري والهيمنة الاقتصادية والسياسية والخ وهذا ما يصح على الوجود الأمريكي في العراق .
السوداني طالب بموقف صريح واضح لكل الفعاليات والأحزاب من موضوعة التمديد للقوات المحتلة ،مبدياً استغرابه الشديد لصمت بعض المرجعيات الدينية تجاه هذا الأمر الذي يتعلق بالعباد والبلاد.
احد المشاركين في الندوة وهو الشيخ هادي الخزرجي من طلبة العلوم الدينية دعا إلى توعية الجماهير وتعميق الثقافة القرآنية وتعزيز ثقافة الحسين الاستشهادية .
الخزرجي تمنى على أن تعمد المرجعيات الدينية والعلماء إلى التواجد في الميدان للإصغاء إلى نفس المواطن الذي يرزح تحت فوهة السلاح الأمريكي والفكر التكفيري.
هذا وقد شارك في الندوة الدكتور سامي المعمار رئيس الفريق الإسلامي من اجل السلام في أميركا الذي كشف عن وجود تعاطف من قبل الشعبي الأمريكي كمواطنين على اختلاف أديانهم مع القضية العراقية يتعارض تماماً مع مواقف الحكومات المتعاقبة .
المعمار استغرب من موقف الصدريين من اكتفائهم بمظاهرة سنوية واحدة لرفض الاحتلال مطالباً إياهم بالتظاهر يومياً حتى جلاء أخر جندي من على ارض الوطن.
مدير الجلسة الأستاذ حسين ألشريفي وقبيل ختام الندوة تلى التوصيات التي خرجت بها الندوة والتي منها الدعوة إلى عقد مؤتمر موسع في مطلع الشهر القادم لرفض الاحتلال وتبني موقفاً موحداً رافضاً لبقائه وتمديد وجوده على ارض الوطن.