علي كاظم درجال الربيعي
عدد المساهمات : 93 تاريخ التسجيل : 03/06/2011
| موضوع: تاريخ تاسيس الدولة العراقية الحديثة الجمعة سبتمبر 30, 2011 3:28 am | |
| تاريخ تأسيس الدولة العراقية الحديثة ------------------------------------- الاحتلال البريطاني للعراق -------------------------- عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى تقدمت قوة بريطانية واحتلت البصرة في الخامس من تشرين الثاني1914 وبدأت عملياتها العسكرية ضد الدولة العثمانية وفي 1918 اكملت بريطانيا سيطرتها على العراق بولاياته الثلاث المعروفة (بغداد-موصل-بصرة) وكان البريطانيون قد وعدوا العرب بالأعتراف باستقلالهم ودولتهم الموحدة عندما اعلنوا ثورتهم العربية على الاتراك العثمانيين، ولذلك اعلن الجنرال مود قائد القوات البريطانية التي دخلت بغداد في 11 آذار 1917 انهم جاءوا محررين لا فاتحين، لكن البريطانيين تنكروا لوعودهم وبدأوا يعملون على ترسيخ استعمارهم العراق من خلال نظام الانتداب الذي ابتدعوه مع القوى الكبرى المنتصرة في الحرب للسيطرة على المناطق العربية التي كانت خاضعة للسيطرة العثمانية، وكان هذا النظام يعني من الناحية الشكلية انتداب عصبة الأمم دولة كبرى على منطقة معينة لمساعدة اهلها على تقرير مصيرهم. أما من الناحية العملية، فقد كان الانتداب وسيلة للاستعمار ولذلك عدّه الشعب العراقي قناعاً للسيطرة البريطانية على العراق. أعلن الانتداب البريطاني في 25 نيسان 1920، فرفضه الشعب العراق وطالب بعقد مؤتمر عراقي منتخب يقرر شكل الحكم والحاكم في العراق. وعندما ماطالت بريطانيا باستجابتها لهذا المطلب وعملت على اضطهاد الشعب العراقي ثار الشعب في 30 حزيران 1920، واندلعت الصدمات بين الثوار والقوات البريطانية. وقد قاتل العراقيون (بالمكوار والفاله) وبكل ما يملكون من ادوات بسيطة في مواجهة بنادق ومدفعية البريطانيين. ومع ان ثورة العشرين لم تحقق اهدافها فقد كانت نموذجاً حياً للحركة الوطنية في العراق ونبراساً مضيئاً في الوقوف في وجه الأستعمار البريطاني .... لقد كانت ثورة العشرين درساً بليغاً لقنه العراقيون للبريطانيين، فكان لا بدلهم من مهادنة الشعب العراقي فتشكلت الحكومة العراقية المؤقتة التي رأسها نقيب اشراف بغداد عبدالرحمن الكيلاني لإدارة شؤون البلاد . وقد استمرت تلك الحكومة المؤقتة على العمل إلى ان انتخب الأمير فيصل بن الشريف الحسين ملكاً على العراق في شهر آب عام 1921. وكان الشعب العراقي قد طالب، في الاستفتاء الذي اجرته السلطات البريطانية عام 1918-1919 في مستقبل العراق، بأن تشكل حكومة عربية يرأسها أحد انجال الشريف حسين قائد الثورة العربية عام 1916، على أن يكون مقيداً بمجلس وطني ينتخبه الشعب، فكان اختيار الملك فيصل الأول لحكم العراق يمثل استجابة لمطالب العراقيين. اصطدم الملك فيصل الأول بالبريطانيين لأنه رفض توقيع المعاهدة العراقية البريطانية التي اقترحتها بريطانيا، لأنها تضمنت بنود نظام الانتداب الذي يرفضه الشعب العراقي، ولأن الملك فيصل اراد هو والقوى الوطنية ان تكون المعاهدة بديلاً من الانتداب لتنظيم علاقات العراق ببريطانيا على أساس الاستقلال التام للعراق، في حين ارادت بريطانيا ان يستمر الانتداب بصيغة المعاهدة. وقد عبرت القوى الوطنية عن رأيها هذا في الذكرى الأولى لتتويج الملك فيصل عام 1922، وفي اليوم نفسه اعلنت السلطات البريطانية على نحو مفاجئ اصابة الملك فيصل بالزائدة الدودية واجراء عملية له. فتسلم المندوب السامي البريطاني السلطة في البلاد ووجه ضربة قوية إلى الحركة الوطنية وخير الملك بين الغاء الحكم الوطني وتوقيع المعاهدة، فلم يجد الملك خياراً غير توقيع المعاهدة شريطة موافقة المجلس التأسيسي العراقي، الذي يجب ان ينتخبه الشعب بكامل حريته، عليها. قاطع الشعب العراقي انتخابات المجلس التأسيسي في البدء لأنه وجد في الظروف القائمة ما يحول دون اجراءها بحرية، وعندما اضطر الإنكليز إلى رفع تلك القيود جرت الانتخابات ويمكن القول أنها الانتخابات النيابية الوحيدة التي جرت في العهود السابقة ولم تشهد تدخلا أو تزويراً، ولهذا رفض المجلس التأسيس العراقي المصادقة على المعاهدة العراقية البريطانية عندما عرضت عليه، وكشف عن عيوبها التي تمس الاستقلال. إلا أن الإنكليز جمعوا نحو نصف اعضاء المجلس ليلة 10/11 حزيران 1924 وخيروهم بين المصادقة على المعاهدة أو إلغاء الكيان السياسي للعراق وإعادة السيطرة البريطانية المباشرة وحل المجلس التأسيسي، واتخذت بعض الإجراءات بهذا الاتجاه، فأضطر الحضور إلى المصادقة على المعاهدة شريطة ان ينظر في تعديلها فور انتهاء المجلس من اعماله، ثم ناقش المجلس مسودة أول دستور عراقي وقانون الانتخابات وصادق عليهما، وانحل المجلس في آب من العام نفسه. بدأت مسيرة الدولة العراقية على أسس دستورية بداية عام 1925، غير ان وجود نظام الانتداب وسعي بريطانيا إلى ترسيخ مصالحها قد أيدا بتلك المسيرة إلى الانحراف في الكثير من جوانبها، إذ عملت بريطانيا على تزوير الانتخابات النيابية والاتيان (( بمجالس لا تمثل الشعب تمثيلاً حقيقياً، )) بحقوق العراق في ثروته الوطنية وحاولت اشاعة التفرقة بين ابناء الشعب وعرقلت تشريع قانون الخدمة العسكرية الالزامية للحيلولة دون تطوير الجيش العراقي الذي تشكلت نواته منذ 6 كانون الثاني/1921، واستمرت على التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد في ظل نظام الانتداب، فكانت الإدارة العراقية مزدوجة لأن لكل وزير عراقي مستشاراً بريطانياً ولكل متصرف "محافظ حالياً" مفتشاً إدارياً بريطانياً، ويناقش الملك في سلطته المندوب السامي البريطاني...... أصر الشعب العراقي والملك فيصل الأول على انهاء الانتداب البريطاني وضغط كثيراً لتحقيق الاستقلال، فرضخت بريطانيا للأمر، وادخلت العراق عضواً في عصبة الأمم وألغت نظام الانتداب عام 1932، ومع ذلك فأنها أبقت استقلال العراق مقيداً بمعاهدة وقعها الطرفان عام 1930، لذلك كان استقلال العراق ناقصاً أو شبه استقلال. توفي الملك فيصل الأول على نحو مفاجئ في السنة التالية لدخول العراق عصبة الأمم، واعتقد الناس أنه مات مسموماً بيد الإنكليز فولدت وفاته فراغاً كبيراً لكونه مؤسساً للدولة العراقية الحديثة وحل محله ولده ( الملك غازي ) الذي عرف بعدائه لبريطانيا ومهاجمتها بسبب تشجيعها الهجرة اليهودية إلى فلسطين وعدم منع الصهاينة من تهجير العرب، ومساعداتها أياهم على الاستيطان. وقد جعل الملك غازي من العراق مركزاً لتجميع العناصر القيادية العربية الداعية إلى الوحدة العربية وانقاد فلسطين من الصهاينة، فأصبح العراق منطلقاً لحركة القومية العربية والتجأ إليه العرب القوميون الهاربون من طغيان الاستعمار البريطاني والفرنسي في فلسطين وسوريا ولبنان. لقد تميز عهد الملك غازي بالاتجاه إلى تحقيق استقلال العراق ووحدته الوطنية من أجل الوحدة العربية. إلا أن آماله انتهت بمقتله في حادثة سيارة غامض عام 1939 ومازالت الشكوك تحوم على الإنكليز في تدبير الحادث، فخلفه أبنه ( فيصل الثاني ) على العرش ولأن سنة القانونية لم تكن تسمح له باعتلاء العرش لصغره فقد اصبح خاله عبد الاله وصياً على عرش العراق..... ---------------- ---------------------- | |
|