مجراوي
عدد المساهمات : 58 تاريخ التسجيل : 25/04/2011
| موضوع: عناصر الفساد السياسي/ محمد شحم أبو غدير الأربعاء أغسطس 31, 2011 11:01 pm | |
| [عناصر الفساد السياسي محمد شحم أبو غدير عندما تجتمع العناصر الآتية: أولا: الاستبداد السياسي. ثانيا:الأنا المتجذرة. ثالثا: حب السلطة. فيتحول كيان المجتمع السياسي والقائمين عليه إلى بؤر من الظلم والفساد ،وهذه النتيجة قطعية حاصلة وبامتياز في سيرة حكامنا وأمرانا قديما وحديثا ، والذين تتحكم فيهم هذه العوامل الفاسدة جاعلة منهم نماذج للغرور ،والعنجهية، والتشبث بمقاليد السلطة. فالعامل الأول: (الاستبداد السياسي) له مصاديق عديدة في الهرم السياسي تحديدا، والنظرية الاستبدادية للسلطة مليئة بالعلو، والاستكبار، وعدم الاعتراف بالآخرين إطلاقا، بل أن الاستبداد السياسي للسلطة والبقاء فيها عند ساسة رعيتنا العرب قائم منذ الجلوس على كرسي الزعامة وإلى قبض الروح !،ولو كلف هذا البقاء براكين من الدماء تسيل من شعوبهم التي عاشت تحت سياط هؤلاء الجلادين المستبدين ، والصور ومصاديقها واضحة وجلية في عالمنا العربي ، ولا تحتاج إلى قرائن ومؤيدات ، وما جرى في تونس الخضراء، ومصر العروبة ،وما يحدث في اليمن ،وليبيا ، والبحرين من مظالم حقيقية ، إلا دليلا راسخا في عقلية الاستبداد للحاكم العربي التي تتحكم فيها الغلظة والبداوة والعنجهية ، فهؤلاء الساسة المستبدون هم نتاج تطلعات الاياد الخفية التي أوصلتهم إلى سدة القرار، وما أشبه اليوم بما جرى في القرون الماضية، فقد كان الحاكم الأموي والعباسي تتحكم فيه الدولة البيزنطية والأتراك وهو (الحكام) مجرد ببغاوات ناطقة لاحول ولاقوة لها، وقد قيل في حقهم : خليفة في قفص بين وصيف وبغا يقول ماقالا له كما تقــول الببغا ، وهؤلاء ( الخلفاء الببغاوات)أما أن يكونوا غاصبين لها أي( السلطة) وهم الأغلبية!، وأما أن يكونوا ورثة لها ! وكلا الأمرين يمثلان نموذجا للاستبداد السياسي الحاصل في دولنا بامتياز، لذا نراهم لم يؤمنوا إطلاقا بمشروع اسمه الانتخابات أو تداول السلطة السلمي ، أوالشراكة الحقيقية للسلطة، بل العكس نجدهم قائمين وفق منهج القوة، والقتل ، وإرهاب الشعب، ويضاف لها أساليب جديدة ومتنوعة من القهر، والحديد ، والنار، فقادة الاستبداد العربي اليوم هم ورثة البيت الأموي (الشجرة الملعونة) المؤسس الأول لنظرية ((استبداد السلطة)) الذي طبقها بامتياز، ووضعها في قالب الشرعية المزيفة ليكون ثمان بقاء هذه النظرية المشؤومة قائما في عقول وكيان المجتمع الذي دفع انهارا من الدماء للتخلص منها ولازالت تلك النظرية وجذرها عالقة في ذهن الكثير، وكما يفعل فقهاء السلاطين من الوهابية في تبرير بقاء الحاكم المستبد .
أما العامل الثاني: فهي (الأنا) المتجذرة في القلوب ، وهي أخطر مرض فتاك يداهم الجميع وخصوصا من يصل إلى مقاليد السلطة، فألانا السياسية طامحة في مصالحها وفئويتها الحزبية الضيقة وتحقيق أهدافها في قالب خدمة من يسير في ركابها، ولهذه الأنا أخطارا جسيمة تجعل بعض العاملين ممن يسيرون في ركابها يبررون لبعض الساسة المنتفخين بها فتراهم يدافعون عن هولاء من اجل درهم ودينار! وآخر يبرر أفعالهم وأعمالهم وأقوالهم ليعيش على موائدهم ، وما يمر الساسة اليوم من تضخم هذا المرض الفتاك إلا نموذجا من الاستبداد السياسي ،وهؤلاء المصابون بهذا العضال الخطير هم مصداق لقول العلامة الشبيبي في إحدى روائعه: كلنا يطلب ماليس له كلنا يطلب إذ حتى أنا أما العامل الثالث : حب السلطة فهو نتاج موروثات عديدة يقف في مقدمتها عامل الوصول والطموح لسدة القرار،لان البعض ينظر إلى السلطة بأنها مشروع مادي قائم على اللذات ،والمغريات، والرفاهية التي تبحث عنها النفس البشرية المجبولة بحب هذه المغريات، وهذا المرض الخطير لايهذبه حقيقة إلا العامل الأخلاقي الذي يبدو انه بدأ ينحسر من افق بعض الساسة! ترى من يستطيع أن يدخل في سلك السلطة وهو محصن من هذه الآفات الخطيرة العوامل الجسيمة الصعبة ؟؟ (وما أبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء الا مارحم ربي). | |
|